nk
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد :
تعد الأسرة أقدم وأهم المؤسسات الاجتماعية التي عرفها الإنسان ،وليست الأسرة أساس وجود المجتمع فحسب ؛ بل هي مصدر الأخلاق والدعامة الأولى لتربية النشء والمحافظة على قيم المجتمع ومبادئه الثابتة .
والأسرة المسلمة تستمد حياتها من قيم الشريعة الإسلامية وأحكامها الراسخة ولذلك بقيت حجر الأساس في كل تطور اجتماعي يشهده المسلمون ومصدر القوة لهم والوحدة بينهم ، والظاهرة التي تميزهم عن بقية شعوب الأرض المختلفة .
وأعداء الإسلام لما بدؤوا هجمتهم ضد بلاد المسلمين سلطوا معاولهم وسهامهم نحو بناء الأسرة ، وقد علموا أنه بانهدامه ينهدم المجتمع وتتفكك أواصره ، ويدبّ الضعف والخور بين أفراده ،والمسلمون قد ردّوا كثيراً من تلك الهجمات في أزمان مضت ،إلا أن أعداء الإسلام قد نالوا من المسلمين في القرنين الأخيرين منالاً عظيما ًمن خلال حملات التشويه ، ونشر الأفكار الهابطة ، وإشاعة الفاحشة ، وزرع الشبهات المضللة .
وقد ازدادت شراسة هجومهم على الأسرة المسلمة بقدوم العولمة المعاصرة التي بدأت تغزو كل فرد بعينه ، وتحقق غرض المستعمر من الهيمنة على مجتمعاتنا بتغيير الحقائق، وهدم الثوابت ، وربط الشعوب والأفراد بالأنموذج الغربي بكل سلبياته وأمراضه من خلال البث الفضائي ، وشبكات الاتصال العالمية ، والأسواق المفتوحة، والاقتصاد الحر ّ.
وأمام هذه التحديات الكبيرة انهار بناء الأسرة في كثير من البلاد الإسلامية ، وسقطت المرأة وهي العماد الأهم لذلك البناء ؛ لمّا