هذا النص القرآن الكريم جاء في مطلع الربع الثاني من سورة " سبأ" وهي سورة مكية ،
وآياتها أربع وخمسون ( 54 ) بعد البسملة ، وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي قوم سبأ
، وهم قبيلة من العرب سكنت بلاد اليمن في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية في
الألوف الخمسة الأولي قبل الميلاد ، وقد سميت هذه القبيلة باسم جدها ( سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان )
وهو من نسل النبي الصالح هود – عليه السلام - ، وقد لقب بهذا الاسم لكثرة ما كان يسبي ،
وكان أول من أخذ السبي من العرب .
ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة الإسلامية –
شانهأ في ذلك شأن كل السور المكية .
هذا ، وقد سبق لنا استعراض سورة " سبا " وما ورد فيها من ركائز العقيدة
، والإشارات العلمية والتاريخية ، ونركز هنا علي وجه الإعجاز التاريخي في ذكر
القرآن الكريم لتلك الأمة الموغلة في التاريخ ( قبيلة سبأ ) وما كانت ترفل فيه من نعيم مقيم ، وما كان منها من بناء سد مأرب وغيره من السدود مما وفر لها الزروع والثمار وازدهار الحياة الحيوانية والإنسية ، ثم أبطرتها النعمة ،
ووسوست لها شياطين الإنس والجن فكفرت بأنعم الله ، وأشركت في عبادته الشمس والقمر والكواكب
، فعاقبها الله – تعالي – بتسخير : "سيل العرم " عليها الذي هدم السد ، ودمر الزرع ، وأهلك الأحياء ،
وشتت جمع القبيلة التي هاجر معظم أفخاذها إلي مناطق أخري من بلاد
العرب حتي أصبحوا أحاديث في أفواه غيرهم من الأمم ، وقد تم إثبات ذلك مؤخراً من دراسة آثارهم التي تثبت أن العرب هم أصل الساميين جميعاً
من أوجه الأعجاز التاريخي في ذكر القرآن الكريم لقبيلة " سبأ "
جاء ذكر قبلية سبأ في موضعين من كتاب الله علي النحو التالي
(1) (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لاَ أَرَى الهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الغَائِبِينَ* لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِوَجِئْتُكَ مِن سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ *) ( النمل :" 20 – 22 )
(2) ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍوَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْوَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌوَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِوَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍوَأَثْلٍوَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُواوَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْوَبَيْنَ القُرَى الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةًوَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَوَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَاوَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَوَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّوَرَبُّكَ عَلَىكُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ * ) ( سبأ : 15 – 22 )
وقد سئل رسول الله – صلي الله عليه وسلم – عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم إمرأة أم أرض ؟ قال ( بل هو رجل ، ولد له عشرة ، فسكن اليمن منهم ستة ، وسكن الشام منهم أربعة ، فأما اليمانيون "فمذحج " ، و " كندة " ، و " الأزد " ، و" الأشعريون " ، " وأنمار " ،و" حمير " ، وأما الشامية فـ " لخم " ، و " جذام " ، و " عاملة " ، و " غسان " ) .
وأخرج الأمام أحمد في مسنده عن عروة بن مسيك قال : قلت يا رسول الله : أرأيت سبأ وادٍ هو أم جبل أما هو ؟ قال : " بل هو رجل من العرب 000 " الحديث ، وهذا الحديث رواه كذلك كل من ابن أبي حاتم وابن جرير ، كما رواه الترمذي في جامعه الصحيح
هذا ، وقد ورد اسم " سبو " ( سبأ ) في نقش سومري لملك لكش ( في حدود 2500 ق . م . ) وهذا الملك عاصر آخر ملوك " أور".، وجاء في حوليات الملك الأشوري سرجون الثاني " ( في حدود 715 ق. م. ) ذكر لملكة من ملكات سبأ تدعي " سمسمي " .
كذلك جاء ذكر " سبأ " في " العهد القديم " بثلاث نقاط علي حرف السين ( شبأ = Seba ) ، كما جاء في كل من الكتابات اليونانية والرومانية القديمة ، فقد أشاد ( بليني الكبير ) بالنظم الزراعية وأنظمة الري التي اتبعها السبئيون ، وواصل استخدامها الحميريون من بعدهم ، وكان من أهم المشروعات التي أقاموها ، والآثار التي تركوها من ورائهم ( سد مأرب ) الذي كان سدا مائياً عظيما علي وادي " ذنه " بين جبلين ، في مأرب مما أدي إلي ازدهار الزراعة كماً وكيفاً في مملكة سبأ ، حتي قيل أن المرأة كانت تمشي تحت أشجارمنطقة مأرب وما حولها وعلى رأسها مكتل ( زنبيل ) فتتساقط الثمار فيه من غير حاجة إلي قطاف أو كلفة لكثرة تلك الثمار ونضجها وهي علي أصولها .
كذلك قيل إنه من فضل – الله – تعالي – عليهم لم يكن بمأرب شئ من الذباب أو البعوض أو البراغيث ، ولا شئ من الهوام ، وذلك لاعتدال المناخ وصحته ولذلك قال – تعالي - : (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍوَشِمَالٍ00 * ) أي علي جانبي الجبلين المحيطين بالسد ، وتستمر الآية بقول ربنا – تبارك وتعالي – (كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْوَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌوَرَبٌّ غَفُورٌ * ) ( سبأ : 15 )
ثم جاء الشيطان وأغوي أهل " سبأ " بالانحراف عن توحيد الله – تعالي- وعن عبادته بما أمر إلي الشرك بالله وعبادة الشمس والكواكب القمر لتقربهم إلي الله زلفي ، فأرسل الله سبحانه وتعالي – بقدرته عليهم ( سيل العرم ) بماء غزير شديد السرعة ( وهو من معاني كلمة العرم ) فدمرت السد ، وخربت الزراعة في الجنتين من حوله ، حتي تم استبدال أشجارها الغنية بثمارها بأشجار الأراك والأثل ( الطرفاء ) وقليل من أشجار النبق أو الدوم ( السدر ) وفي ذلك يقول ربنا – تبارك وتعالي - :
(فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِوَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍوَأَثْلٍوَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُواوَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ * ) ( سبأ : 16 ، 17 )
وكان من نعم الله المنعم علي أهل سبأ في إسلامهم ، وهم من العرب العاربة ، أن عمرّ الأرض من حولهم فكانت قراهم متصلة آمنة ، وكذلك كانت مزارعهم مع كثرة أشجارها ، ووفرة ثمارها حتى أن مسافريهم ما كانوا يحتاجون الي حمل زاد معهم من الطعام أو الشراب ، لأنهم كانوا يجدون الزاد حيث نزلوا من قرية الي أخرى ، علي طول الطريق من مأرب إلي بلاد الشام ،ولكنهم جحدوا ربهم بالشرك ، وبطروا نعمة العديدة عليهم حتى قالوا : ( ربنا باعد بين أسفارنا ) فباعد الله – تعالى- بين أسفارهم ، حتى أصبحوا يحتاجون الزاد والراحلة والسير في الحر والبرد وسط المخاوف الشديدة ، وذلك بعد انهدام السد ، وإصابة أرضهم بالجفاف والتصحر والقحط ، وزوال العمران من حولهم وفي ذلك تقول الآيات :
(وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْوَبَيْنَ القُرَى الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةًوَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَوَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَاوَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَوَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * ) ( سبأ : 18 ، 19 )
وعقابا علي شرك قوم سبأ وبطرهم مزقهم الله كل ممزق ، ( حتي صارت الأمثال تضرب بما أصابهم من شتات ، يقال : " تفرقوا أيدي سبا) فمنهم من رحل إلي أرض عمان ، ومنهم من ارتحل إلي بلاد الشام (غسان) ، ومنهم من هاجر إلي تهامة ( جذام) ، ومنهم من هاجر إلي العراق ( آل خزعة ) ومنهم من ذهب إلي ارض يثرب ( أنمار التي نتج عنها كل من الأوس والخزرج ) ، ومنهم من حاول سكني وادي مكة ( مثل قبيلة خزاعة ) التي أجلتها قريش عن واديهم .
والقحط الذي أصاب أرض قبيلة سبأ ، والشتات الذي مزق غالبية أهلها ، كان عقاباً من الله – تعالي – لتحول تلك الغالبية – تحت إغراء الشيطان – من التوحيد الي الشرك ، ومن عبادة الله – تعالي – بما أمر إلي عبادة الشمس والقمر والكواكب ، ومن الشكر لله علي سابغ نعمه إلي التمرد والاستغلاء والبطر ، وفي ذلك يقول الحق – تبارك وتعالي - : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقًا مِّنَ المُؤْمِنِينَ *وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّوَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ *) ( سبأ : 20 ، 21 ) .
وتقع مدينة " مأرب " علي مسافة ( 192 كم ) شمال شرقي صنعاء العاصمة الحالية لليمن ، وكانت " مأرب " قد بنيت قبل ثلاثة ألاف سنة ، لتكون نقطة ارتكاز تجارية لقوافل البخور ( اللبان المر ) القادمة من ظفار المهرة الي فلسطين وباقي مدن الشام عبر كل من شبوة ": _ (عاصمة حضر موت ) و " تمنح " ( عاصمة الدولة المعينية ) ، كما كانت تحمل معها التجارة القادمة من كل من الهند والصين . وكانت " مأرب " هي العاصمة الثانية لمملكة " سبأ" بينما كانت عاصمتهم الأولي هي " صرواح " ( 142 كم شرقي صنعاء ، 50 كم إلي الشمال الغربي من مأرب ) .
وتنتشر في مدينة " مأرب " إلي اليوم آثار حضارة مملكة " سبا :" ، ومنها السور القديم للمدينة ، وعدد من الخرائب المبعثرة فيها ومن حولها ، وبهذه الخرائب العديد من الأحجار المنقوش عليها كتابات بالخط " المسند " وقد نقل بعضها إلي متحف مأرب ، وإن كان أغلبها قد نهب ونقل إلي عدد من المتاحف الغربية . وفي وسط مدينة مأرب توجد بقايا أعمدة قصر ضخم ، وعلي مسافة كيلومترين إلي الجنوب من المدينة يقع ما يسمي باسم" عرش بلقيس " ،والمعبد التي كانت تعبد فيه الشمس كما يصف ذلك الأثري اليمني الأستاذ أحمد حسين شرف الدين في كتابه المعنون " اليمن عبر التاريخ " .
وصف سد مأرب :
يقوم هذا السد علي وادي " ذنه " وتقع مدينة مأرب علي الضفة الشمالية منه ، ويشق وادي " دنه " مجراه الضيق العميق في جبل " بلق " ليقسمه إلي قسمين هما " بلق الأيمن" ، وبلق الأيسر ، ومن أجل الاستفادة بمياه ذلك الممر الصخري الضيق (والمعروف باسم الضيقة ) فإن ملوك سبأ ( في القرن التاسع قبل الميلاد في عهد المكربيبن ) أقاموا عليه جدارا سميكاً بارتفاع الجبلين المحيطين بطول 1800 قدم (حوالي550 م ) ، وغطوا هذا الجدار في جانبه المواجه للسيل بالصخور الكبيرة فيما عدا فتحتين للتصريف المائي في طرفي الجدار تسميان باسم الصدفين ( الصدف الأيمن والصدف الأيسر ) وبذلك تمكنوا من حجز مياه سيول ذلك الوادي لمسافة تصل الي ثلاثة كيلومترات،و بعرض 800 إلي 1000 م ، وبذلك رفعوا مستوي الماء أمام السد إلي مستوي الأراضي الزراعية الواقعة علي جانبي الوادي فأقاموا علي كل جانب منه جنه من مختلف أشجار الثمار وصفهما القرآن الكريم بقول ربنا – تبارك وتعالي – ( جنتان عن يمين وشمال 000 ) ولا يزال كل من الصدفين الأيمن والأيسر قائمان إلي اليوم .
واستمر سد مأرب في خزن مياه السيول في وادي " ذنه " لقرابة (1400) سنة من أول القرن الثامن قبل الميلاد إلي أواخر القرن السادس الميلادي حين حدث انهياره التام بواسطة سيل العرم " وذلك في زمن (سيف بن ذي يزن أو قبله) وكان السد قد أصيب من قبل بعدد من التصدعات التي تم ترميمها وذلك في سنة (145 ق . م) ، وفي أوائل القرن الميلادي الخامس ، وفي منتصف القرن الميلادي السادس ( في زمن أبرهة الأشرم في حدود سنة 541 م ) ، حتي دمره " سيل العرم " في أواخر القرن السادس الميلادي تدميراً كاملاً ، ولم تقم له قائمة حتي قام سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمة الله – بالمساعدة المالية لحكومة اليمن من إجل أعادة بناء سد " مأرب " وقد أعيد بناؤه فعلا بالكامل .
( د . محمد علي البار : ( 427 هـ / 2007 م ) : إضاإت قرانية ونبوية في تاريخ اليمن )
من هنا كان في استعراض القرآن الكريم لأمة سبأ ، وجها من أوجه الإعجاز التاريخي في كتاب الله وذلك لأن سبأ هي واحدة من أقدم الأمم المعروفة لنا ، فهي أمة موغلة في التاريخ إلي حدود الألفية الثالثة قبل الميلاد (2500 ق . م ) ، واستعراض القرآن الكريم لما كانت فيه تلك الأمة من نعيم مقيم ، وكيف انحرفت غالبية أفرادها تلك الأمة عن منهج الله ، وأشركت في عبادته الشمس والقمر والكواكب فأرسل الله – تعالي – عليها سيل العرم فدمر سدودهم ، واغرق مزارعهم ، وخرب ديارهم ، وشتت شملهم ، وجعلهم أحاديث في أفواه الناس ،كل ذلك لم يدونه إلا القرآن الكريم ، لأن ما جاء عن قوم سبأ في العهد القديم لا يتعدى ذكر الاسم فقط في كل من سفر التكوين " ( 10/7 ) ، وسفر أخبار أيام الأول ( 1/9/ ) ، وما جاء عنهم في كتابات الحضارتين اليونانية والرومانية القديمتين لا يتعدى وصف التجارة بين مملكة سبأ وأصحاب هاتين الحضارتين ، من هنا كان في ذكر القرآن الكريم لأمة سبأ شهادة تاريخية لهذا الكتاب العزيز بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله ، وحفظه بعهده الذي قطعة علي ذاته العلية ، في نفس لغة وحية ( اللغة العربية ) ، وحفظه كذلك لفترة زادت علي الأربعة عشر قرنا ، وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا حتى يبقي القرآن الكريم شاهدا علي الخلق أجمعين إلي ما شاء الله ، وشاهدا للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين ، وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين .
بقلم : د زغلول النجار