http://img101.herosh.com/2010/02/16/395757846.jpgخليجي 20 بين مخاوف الأشقاء وتطمينات السلطة
كيف تنظر قوى الحراك الجنوبي لملعب خليجي 20؟!
16/02/2010
نيوزيمن، النداء:
تنظر قوى الحراك السلمي الجنوبي لبطولة خليجي 20 لكرة القدم من زاويتين؛ الأولى في حال عدم إقامتها فإن ذلك يعد مكسباً ونصراً سياسياً للحراك -بحسب ما يتردد في أوساطه- والذي سبق لمجلس قيادة الثورة السلمية في الجنوب الذي يتزعمه علي سالم البيض، أن أصدر بياناً العام الماضي حذّر فيه الرياضيين الخليجيين من مغبة المشاركة في بطولة "خليجي 20" لكرة القدم المزمع إقامتها في اليمن وتستضيفها محافظتا عدن وأبين، وقال البيان "إن شعب الجنوب يعبّر عن رفضه المطلق لإقامة فعاليات دورة خليجي 20 الرياضية على أرضه، لأنه شعب يقع تحت الاحتلال".
وذكر البيان أن الهدف من إصداره تنبيه المسؤولين في مجلس التعاون لدول الخليج العربي، من وقت مبكر من موعدها حتى لا يكون عليه حرج بأن رفضه كان مفاجئاً لهم، إذ لديهم الوقت الكافي لتغيير موقع استضافة "خليجي 20" وفي أية دولة خليجية. كما صرح مؤخراً القيادي في مجلس قيادة الثورة السلمية الجنوبية صلاح الشنفرة بأن خليجي 20 لن تقام في عدن!
الزاوية الأخرى هي في حال إقامة البطولة فإنهم ينظرون لها بمثابة الفرصة لإظهار قضيتهم أمام الأشقاء الخليجيين واستغلال مباريات البطولة للتعبير عن قضيتهم بطريقة سلمية وحضارية، عنوانها الرفض المطلق لمجمل الأوضاع التي يعيشونها بسبب السياسات المفروضة عليهم منذ حرب صيف 94. وسيجعلون من مباريات البطولة مساحة متميزة لتواصل فعالياتهم السلمية ورفع شعاراتهم المحببة التي ارتبطت بقضيتهم وهويتهم وجغرافيتهم وتاريخهم.
وكان رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم أقروا رسميا استضافة اليمن لدورة كأس الخليج لكرة القدم في دورتها الـ20، في محافظتي عدن وأبين، خلال الفترة من 22 نوفمبر وحتى 4 ديسمبر 2010، جاء ذلك في ختام المؤتمر غير العادي لرؤساء الاتحادات الخليجية واليمن والعراق الذي عقد في العاصمة صنعاء أواخر ديسمبر الماضي.
وأكدوا من خلاله دعمهم الكامل لاستضافة اليمن والعراق لبطولتي كأس الخليج الـ20 في عدن وأبين، والبطولة الـ21 في البصرة بالعراق.
الناظر بعين محايدة للواقع يكتشف أن عملية الاستعداد والتحضيرات على مستوى الملاعب والفنادق والبنية التحتية بشكل عام تسير ببطء شديد يزيد من دائرة الشكوك حول موضوع الاستضافة.
الأشقاء في الخليج وتحديداً البحرينيون يخشون من الجانب الأمني الذي تمر به اليمن ويجتهدون لسحب بساط الاستضافة نحو عاصمتهم المنامة، وببساطة شديدة يلحظ المتابع ذلك من خلال الإعلام البحريني، فصحيفة البلاد اعترفت بأنها استطاعت أن تكسر حاجز الصمت الذي كان يغلف استضافة "خليجي 20 لكرة القدم"، بعد تصاعد التوتر الأمني في شمال وجنوب اليمن، إضافة إلى ضعف البنية التحتية من ملاعب وفنادق في مدينتي عدن وأبين اللتين ستحتضنان "العرس الخليجي".
ووفق مصادر إعلامية فإن الاتحاد البحريني لكرة القدم يدرس إمكانية انسحاب منتخب بلاده من بطولة خليجي 20 المزمع إقامتها في اليمن، خصوصاً بعد تعرض حافلة نادي حسان أبين للاختطاف الشهر الماضي من قبل مجهولين بينما كانت تشق طريقها صوب محافظة شبوة لخوض مباراته ضد فريق التضامن ضمن مباريات دوري الدرجة الثانية، الأمر الذي سبب نوعا من القلق لدى الشارع الرياضي الخليجي إزاء الأوضاع الأمنية في البلد، ومنهم القائمون على الاتحاد البحريني لكرة القدم، كما عبر عن ذلك الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة، الذي صرح لوسائل الإعلام البحرينية بأن سلامة اللاعبين فوق كل اعتبار، ومشاركة البحرين في البطولة الخليجية ستكون حاضرة وبقوة إذا تم تأمين السلامة لكافة أفراد المنتخبات المشاركة بما فيها المنتخب البحريني، بالإضافة إلى أن تأمين سلامة جميع المواطنين الخليجيين أهم من المشاركة في البطولات، مشيدا بالمجهود الذي يبذله القائمون على البطولة الخليجية من أجل إنجاحها في اليمن، ولكن الظروف الحالية والأمنية قد تمنع إقامة البطولة في اليمن.
وتواصلاً لمحاولات السلطة إثبات جديتها نحو موضوع الاستضافة وكسب ثقة الخليجيين وبما يقلل من حجم الشكوك المحيطة حول البنية التحتية للبطولة، فقد قام وزير الشباب والرياضة حمود عباد يرافقه محافظ عدن الدكتور عدنان الجفري، الخميس الماضي، بتفقد سير العمل الجاري في المشاريع الرياضية المدرجة ضمن مشاريع خليجي 20 بمديريات المحافظة، ومنها مشروع ملعب نادي شباب المنصورة الرياضي الثقافي البالغة كلفته 300 مليون ريال، ومشروع ملعب نادي النصر الرياضي بكلفة 300 مليون ريال، وأعمال التأهيل والتطوير لملعب الشهيد حامد بنادي الوحدة الرياضي بالشيخ عثمان البالغة كلفتها 300 مليون ريال.
وقد استمعا إلى شرح حول سير أعمال التنفيذ والآلية المتبعة في تعشيب أرضية الملاعب بالعشب الصناعي وتجهيزات المرافق الأخرى، بحيث يتسع كل ملعب منها لألفي متفرج.
وكعادة مسؤولي السلطة في مثل هكذا زيارات ميدانية فقد أشاد وزير الشباب والرياضة –وفق "سبأ"- بالجهود المبذولة في تنفيذ المشاريع، معتبرا ما تم تحقيقه يسير وفقا للبرنامج المحدد لتلك المشاريع، مؤكدا أن بعضا منها سيتم الانتهاء منها في شهر أبريل المقبل وأخرى سيجري تسليمها في مايو القادم.
وقال لذات المصدر "إن الوزارة وعبر لجنة مخصصة لزيارة تلك المشاريع برئاسة نائب رئيس الجمهورية، قامت بتفقد سير عمل كافة المشاريع التي تنفذ في إطار برنامج رئيس الجمهورية الانتخابي في جانب دعم وتطوير المنشآت الرياضية لتقييمها بصورة شاملة بما يسهم في الخروج باستضافة يمنية متميزة لمنافسات خليجي 20 التي ستحتضنها اليمن لأول مرة في تاريخها أواخر العام الحالي بمدينتي عدن وأبين".
وبينما يجتهد أرباب السلطة نحو إنجاز موضوع الاستضافة فإنهم أيضاً لم يتخلوا عن تجاهلهم لكوادر عدن وثقافتها وخصوصيتها بما يحفظ لها مكانة متميزة في اللجان العاملة للبطولة، والتي يتم التسابق حولها. ما يخشاه البعض أن تتجاهل "اللوحة الثقافية" الخاصة بافتتاح بطولة خليجي 20 والتي "ستختزل الكثير من الرموز الدلالية للخصوصية الثقافية اليمنية" بحسب صفوت الغشم رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للمسرح والسينما مدير المكتب التنفيذي للوحة، الخصوصية الثقافية والفنية لمدينة "عدن".
وإن حدث مثل هذا الأمر المتوقع فإنه لن يكون الأول، فالذاكرة تعيدنا إلى إحدى البطولات العربية التي نظمها الاتحاد اليمني العام للشطرنج واستضافتها الصالة الرياضية المغلقة بعدن، وتم خلالها إحضار فرقة رقص غنائية من صنعاء لتنفيذ لوحة الافتتاح.
ذلك ليس "جهلاً" بتاريخ عدن الفني والثقافي، ولكنه يأتي تماشياً مع سياسة عليا تتعمد مع سبق الإصرار والترصد محاربة "الجمال" وقتل "الإبداع" في النفوس وعلى الأرض!
مراقبون أكدوا أن اللوحة لن تخرج عن ذات الجلباب السياسي الذي صنع الأخطاء والتراكمات الحالية التي يعيشها البلد وعصفت بكل جميل، مستدلين بما جاء في سياق تصريح مدير المكتب التنفيذي للوحة لوكالة "سبأ": ولفت إلى أن اللوحة ستعبر من خلال "سيناريو مبهم" عن الوحدة بمفهومها العام والتطلع إلى وحدة أكبر للجزيرة العربية والخليج". ودقي يا مزيكااااا!!